الطباعة الأسمنتية
يشهد العالم تقدم تكنولجياً في جميع القطاعات دون استثناء، كما هو الحال في قطاع البناء لم يستثنى من هذا التطور القائم، كان أشبه بالخيال أن تقوم ببناء منزلك في وقت قصير بطابعة ضخمة، لكن اليوم بعد عدة دراسات من البحث والتطوير، تبين أن الخيال أصبح واقعا، اخيراً بدأت تقنية الطباعة الأسمنتية على نطاق واسع في الظهور للعالم وأصبحت طباعة خرسانة ثلاثية الأبعاد ثورة في صناعة البناء لتوفيرها حلاً بديلاً في البناء التقليدي الذي يخلف وراءه مخاطراً كثيرة في البيئة.
في العصور القديمة، كانت المنازل تبنى بالحجارة حتى أدخلت الصناعة الفرنسية بفضل الصناع فرانسوا كونية والذي كان رائدًا في تطوير الخرسانة المسلحة وكان أول شخص يستخدم الخرسانة المسلحة بالحديد لبناء المباني، ومنذ ذلك الحين تم تشييد معظم المباني والمنشآت بتلك الطريقة التي أدخلها والتي استمرت لأكثر من 100 عام وأكثر. والآن أحدثت الطباعة الثلاثية الأبعاد نقلة نوعية كبيرة في العالم الذي يخضع للتكنولوجيا حتى وصل امتدادها في قطاع البناء، فكما نرى يمكن للطابعة ثلاثية الأبعاد طباعة مواد مثل الخرسانة في تشيد هذه المباني بسهولة ، ومن هنا جاءت الطباعة الأسمنتية.
تتميز الطباعة الأسمنتية بالعديد من الإيجابيات التي تمكنها من السطو على مكانة الطباعة التقليدية، فالتكلفة الإجمالية لبناء المشروع أقل بكثير من تكلفته في البناء التقليدي، كما أنها لا تحتاج الكثير من العمالة لبناء المشروع مما أيضا يقلل من المخاطر، الإصابات البشرية، الحوادث والوفيات. أما عن سرعة البناء هي المعيار الأساسي عند البناء، فالبناء التقليدي يستغرق إلى أشهر وسنوات للانتهاء منه، أما الطباعة الأسمنتية فهي لا تستغرق أكثر من أسابيع محدودة. كما يمكن للطابعات ثلاثية الأبعاد أن تقلل من عملية هدر مواد البناء والاستهلاك فهي تقدر الكمية المطلوبة للبناء وفق القياسات والمعطيات والتي بدورها تقلل من النفايات في البيئة. بمساعدة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، يمكن إنشاء المزيد من الأشكال مثل المنحنيات والزخارف والرسومات والعديد من الأشكال في وقت أقل وبتكلفة أقل.
أما عن مستقبل الطباعة الأسمنتية، هي الثورة القادمة في تشيد المباني، امتلاك منزل بتكلفة أقل وذات جودة أكبر لن يصبح حلما لدى البشرية، إنما حقيقة على أرض الواقع. تعتبر المعدات الحالية هي الأنسب لبناء مبنى منخفض ذات تحكم من مشغل واحد. ولكن مُسْتَقْبَلاً يمكن أن تبقى هذه المعدات تتلاءم لبناء منشآت ضخمة وشاهقة ذات تحكم آلي لتوفير الوقت والجهد. وعلى سبيل المثال، حققت شركة أنوتك العمانية نَجَاحًا بَاهِرًا في تنفيذ مشروع تم بناؤه بالطباعة الثلاثية الأبعاد بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان وجلفار، ولاقى المشروع احتفاء من قبل الشراكات القائمة عليه ، ومن هنا تؤكد الثورة القادمة للطباعة الأسمنتية .